Humans are religious creatures. Or are they really?
The Middle East has known waves of political ideologies throughout its long history, but it is often associated with Islam, not only as a system of belief or a cultural matrix, but also as a political ideology that is inseparable from the region's politics and forms of government. Islam's pervasiveness in every aspect of life makes it more a way of life than a strictly devotional faith. Some consider secularism a cornerstone of democracy and human progress, while others think religion can never really be separated from politics. Syrian bloggers have been reflecting on secularism: What it really means? Can it really be achieved in a Muslim majority country? Or is it just another Western ideology, incompatible with the region's traditions and values?
Anas Online [Ar] (An@s) started the discussion. Under the title “The Schizophrenia of Arab Secularists,” he writes:
هناك طرفين متناقضين في جميع هذا النوع من الحوارات:
1- طرف يرى بأنه لا ضير من وجود أحزاب قائمة على أسس دينية يحق لها التواجد على الساحة السياسية والتواجد في البرلمانات وحتى الوصول وتسلم مقاليد السلطة.
2- طرف ثاني يرى بأنه يحق للجميع تأسيس الأحزاب والتواجد السياسي بشرط ألا تكون أحزابهم قائمة على أسس دينية و(سماوية).
1 – one that sees no harm in the presence of parties based on religious grounds, entitled to participate in the political arena and even to access power
2 – and another that considers that everybody is entitled to establish a political party, provided that it is not based on religious grounds
An@s sees a contradiction in the Arab secularists’ support for resistance movements in the region, since most of the latter stem from religious parties. He wonders:
هل هو بالفعل نوع من انفصام الشخصية؟ دعونا نحاول دراسة هذه الظاهرة بشيء من المنطق ونرتب الاحتمالات الموجودة لدينا:الاحتمال الأول: العلماني العربي هو في النهاية وليد لمجتمع ذو ثقافة إسلامية عمرها يقارب الخمسة عشر قرناً, العلماني العربي يحمل في النهاية وبشكل أو بآخر في وجدانه الجماعي جينات من حكموا يوماً نصف الكرة الأرضية بعد أن كانوا قبائل متشرذمة وكان فضل الاسلام أساسياً في قوتهم هذه, ربما يحاول أن ينكر هذا, أو ربما يحاول أن يقتنع بأن الزمن تغير وما صَلُحَ في الماضي للحكم تحت إسم (دولة إسلامية) لن يصلح الآن, وربما يسوّد الصفحات والمقالات حول هذه الفكرة لكنه يغير رأيه فوراً عند أي تجربة عملية يشاهدها على المحك, فهو لا يرى نوراً في نهاية النفق سوى تلك الحركات (الإسلامية).
الاحتمال الثاني: العلماني العربي سيُشجع الشيطان نفسه لو كان محارباً لإسرائيل, عند هذه النقطة تنتهي الخلافات والحواجز ويصبح الأمر أكبر من أن يفكر فيه بهذه الطريقة! تخيل أن يقف حينها إلى جانب العدو الإسرائيلي لمجرد أنه ضد فكرة الأحزاب الإسلامية من أساسها! الأمر غير وارد على الإطلاق.
The first possibility: the secular Arab being after all born in a society with a five century old Islamic heritage, s/he carries in her/his conscience the genes of those who were unified and empowered by Islam and who once ruled half the world. Maybe the secular Arab tries to deny this, or perhaps s/he tries to convince her/himself that times have changed and that what was successful in the past under so-called Islamic rule, might no longer work today. S/he even goes on writing whole pages and articles about these ideas but changes her/his mind immediately when they have to be put to the test. S/he does not see at the end of the tunnel other than the flicker of light coming from those same “Islamic” movements.
The second possibility: a secular Arab would associate with the devil in person if that devil was waging war against Israel. There, all the differences and barriers vanish, and the issue becomes so big the secularist can no longer think about it in the same way! Can you imagine the secular Arab standing by the Israeli enemy just because of an opposition to the idea of Islamic parties? This is out of the question.
Commenting on Anas Online‘s post, Mutanazih (متنزه بين المدونات) criticizes what he considers an unfair interpretation of secularism. He writes:
العلمانية التي ترفضها حضرتك هي من جعلت بلدك ( سوريا ) آمنة من بطش المتدينين […] والعلمانية التي ترفضها حضرتك هي من جعلت الوزير المسيحي بجانب الوزير السني بجانب الدرزي بجانب العلوي والعلمانية هي من جعلت الصداقات والزواجات تتشعب بين الشعب السوري وإن كانت قليلة. يا صديقي نحن لانريد عراقاً ثانياً تراق فيه الدماء بغير حساب ولانريد لبناناً آخر نشتم بعضنا البعض فيه لمجرد انتمائنا الفكري لذلك أدعوك بروح أخوية عن الكف عن هذه المهاترات أنت ومعلقي مدونتك وتقبل الآخر. فأنا بعشقي للعلمانية يعجبني المتدين المعتدل فقط فكما لي قضية فكرية أتبناها وأدافع عنها ولاأفرضها عنوة على الآخرن أو اقتل بسببها فأحترم المتدين الآخر الذي له نفس التوجه ….
Anas Qtiesh [Ar] is a Syrian blogger. He writes:
صححوني إن كنت مخطئاً ولكنني أعتقد بأننا لا نريد العيش كما في السعودية حيث يتم فرض لباس معين على الأشخاص (يتعدى متطلبات الحشمة بشكل غير معقول) ويمنع فيه الاختلاط والتفاعل البريء بين الجنسين، وتمنع فيه النساء من قيادة السيارات والانخراط في العديد من مسالك العمل ويضرب فيه الناس في الشارع لقسرهم على الصلاة؛ وأيضاً لا نريد العيش في دولة كفرنسا تضطهد الأقلية الدينية المسلمة بحظر الحجاب أو النقاب مثلاً تحت غطاء حقوق المرأة وحقوق الإنسان.
Anas Qtiesh also asks for a more informed reading of the history of secular movements:
لو نظر أنس بدقة إلى وجهة النظر تلك بتمعن لوجد أن العلماني يدعم المقاومة مهما كانت، حتى لو اختلف معها بالأيديولوجيا (وهذا أمر لا يمكننا أن نقوله عن بعض “المتدينين” الذين لا يريدون أن يروا سلاحاً بيد المقاومة لمجرد أنها من مذهب ديني مختلف) فالمهم هو الدفاع عن الأرض وعدم السكوت بوجه الاحتلال […] الفكرة هنا أن المقاومة الإسلامية هي الأقوى والأكثر تأثيراً في الوقت الحالي، ولكنها ليست “النور الوحيد في نهاية النفق”، كل من حمل سلاحاً بوجه المستعمر هو نورٌ في نهاية النفق. ليس هناك تناقض ولا فصام، هناك أولويات ووعي للاعتبارات السياسية القائمة على أرض الواقع، ما يسميه أنس فصاماً أسميه أنا تحكيماً للمنطق […]
أنا أؤمن بأن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين وأرفض العيش في مجتمع لا يحترم حرية الآخرين، كل الآخرين. المرء له الحرية في حياته طالما أنه لا يؤذي الآخرين ولا يتعدى عليهم بممارساته. والأحزاب الإسلامية أو الدينية ليست شراً مستطيراً كما يروج بعض العلمانيين، بل هي جزء ضروري من العملية السياسية في أي مكان لكي تمثل مصالح المواطنين الذين يؤمنون بها ويقومون بدعمها. ونتفق جميعاً أن الأنظمة الشمولية القمعية غير مقبولة بتاتاً سواء كانت علمانية أم دينية.
I believe that my freedom ends where the freedom of others begins and I refuse to live in a society that does not respect the freedom of others, all the others. One is free in his life as long as s/he does not harm others. Islamic or religious parties are not the absolute evil some secularists are alleging, but these are a necessary part of a political process where they represent the interests of the people who believe in and support them. We all agree to reject all repressive and totalitarian regimes, whether secular or religious.
Also commenting on Anas Online blog, Ahmed Bakdash [Ar] writes:
المشكلة من وجهة نظري ليست ان اكون مع او ضد الاحزاب الدينية ,
المشكلة يا عزيزي اننا جميعا نعاني انفصام شخصية اكيد , فكل احزابنا الدينية واللادينية احزاب شمولية اقصائية , بدءا بالبعث والقومي السوري […] وليس انتهاءا بالاسلامويين العرب ..
Another commenter, Hunter, seems to be more interested in what political parties can deliver, regardless of their political background:
سأطرح رأيي على اني مواطن لايريد الا شيئين الأول الحرية والثاني الازدهار الاقتصادي اذا كان الحزب الاسلامي سيقدم لي ماقدمة حزب العدالة والتنمية للشعب التركي فيا اهلاً وسهلاً
واما اذا كان الحزب الاسلامي سيقدم لي ماقدمته حماس او حزب الاخوان المسلمين فلا اهلاً ولا سهلاً اريد من يأخذ بيدي الى التقدم والازدهار وليس من يأخذ بيدي إلى الانحدار الثقافي والفوضى
Yassine Swiha, writing on Syrian Gavroche [Ar] is another Syrian blogger. He thinks secularism is facing major problems in the Arab world:
تعاني العلمانية إلى حد كبير من صورة نمطية سلبية عند الكثيرين مثل تصوير العلمانية ككل بأنها معادية للدين أو أن العلمانيين هم ناس منحطّون و ينادون للانحلال الأخلاقي أو ما شابه, و لا شك أن هذه الصورة النمطية هي إلى حد كبير من إنجاز فئات كثيرة تعادي أي فكرة علمانية انطلاقاً من الإيمان بفكرة دوغماتية دينية ترى في أي نظرية علمانية عدوّة لها, و لكن أيضاً هناك مسئولية كبيرة على عاتق النخب الفكرية العلمانية المختلفة أيضاً من حيث الفشل في نقل الصورة الواضحة عن فكرهم, و قد يكون هذا الفشل بسبب التضييق و المنع و الصعوبات المختلفة الأخرى, لكن كثيرين منهم ارتاح في لجوئه إلى برج عاجي و ابتعاده عن “العوام”.
Yassine Swiha goes on to explain that some Western countries’ attitude toward their Muslim communities, shouldn't be blamed on their secularism. He writes:
إن أصل الصراع على الحجاب هو نزعة قومية يمينية لا تخلو من شوفينية, و هي نزعة رجعية لا علاقة لها بمبادئ الثورة الفرنسية و لا بـ”روح الجمهورية الفرنسية” الرومانسية التحررية, و نجد في ساركوزي و فكره السياسي رمزاً لهذه النزعة التي تتبنّى تعصّباً للهويّة القومية في وجه “الغزو المهاجر”
Mohammad Online [Ar] disagrees with Yassine's analysis. He writes a comment saying:
أن تبعد تهمة محاربة الحجاب و المظاهر الدينية عن العلمانيين أمر غير وارد لأن هؤلاء إعترفوا في أكثر من مناسبة عن محاربتهم لتك الأمور .
هل حورب الحجاب في فرنسا فقط ؟ ماذا عن باقي الدول الاوروبية ؟ ماذا عن منع المآذن في سويسرا و الإساءة إلى القرآن في هولندا ، ألم يقم بتلك الاعمال القائمين على العلمانية في تلك البلاد ؟
An anonymous commenter joins the conversation saying:
أنا يا جماعة ماني ضد دين معين بس مافيني طلع عالغرب وقول شوفو شو عم يعملو وآخد كم حالة وقول عن هالغرب ما بيسوا ومنافق ونحن عنا مشاكل بتتوزع عالكرة الارضية كلها
أنا بتمنى يجي اليوم يلي يتم فيه بالاشارة لانفسنا باسمائنا وتقييمنا بأفعالنا .. مش بدياناتنا وطوائفنا
Mohamed Mesrati [Ar] adds his voice to the debate [Ar]. He writes:
قبلَ البدء في التحدّث حولَ العلمانية في الوطن العربي، علينا التحدّث عن الديمقراطية في الوطن العربي.
المشكلة الأساسية هي الحكم الاستبدادي الذي نتعرّضُ له، وعدم توفّر أي مساحة نعبّر من خلالها عن أفكارنا. فالحاكم العربي باستبداديتهِ وغطرستهِ يعرفُ أنّ الدين هو الوسيلة الفعّالة للسيطرة على شعبه […]
أعتبر نفسي كانسان علماني مؤمن بالانفتاح، كافرًا بالقومية العربية لأنّها (كفكر) نظرية عنصرية. فنظام كلّنا عرب، قمعَ الكثير من الأعراق التي تقطن الشرق الأوسط، كالأمازيغ في شمال أفريقيا والأكراد في بلاد الشام والعراق…
I consider myself to be a secular human being. I believe in openness. I don't believe in Arab nationalism which (as an ideology) I consider racist. It's a system that led to the persecution of many ethnic minorities living in the Middle East, like Amazighs in North Africa and Kurds in the Levant and Iraq.
Sham, writing on Tabashir (طباشير) [Ar], tries to draw the line between secularism and atheism. She writes:
ما يجمع العلمانية و الإلحاد اليوم هو ليس َ أكثر من عدد من الأشخاص فالعديد من الملحدين ينادون بالعلمانية كطريقة للعيش و التعايش و يدافعون عنها و يؤيدونها ( تماما ً كما يفعل بعض المتدينون المؤمنون بها كطريقة حياة ) و لذا يربط البعض و يخطئ بربطه بين الإلحاد و العلمانية بصورة خاطئة و سطحيّة .
Razan Ghazzawi is another Syrian blogger. She adds this comment to Sham's post:
إشكالية العلمانية هي انو عم تفترض انو المشكلة تكمن بأي حكم ديني, وهاد افتراض خاطئ لانو المشكلة هو أولا الدولة كسلطة بذاتها, وتانيا المشكلة بسلطة رجال الدين ياللي ترجمت الى ثقافة سلطوية تمتد إلى الحكم وإلى أفراد الشعب ياللي بمارسو هالسلطة على أفراد مهمشين تانيين. المشكلة سلطة وبس, الدين مالو علاقة. ازا حكم ملحد او ديني او علماني كلو نفس الشي.
The debate continues.
14 comments
Well I’m not offended at all. I’m rather happy and privileged by your comments and interest. I wish what you are so eloquently describing were true. The differences in interpretation in our region have risen from the mere academic reading and exercise of esotericism to a nasty game of apostasy and violence. This doesn’t stem from Islam of course but from the accumulation of ignorance, poverty, lack of basic freedom and rights. Reason is not something alien to human beings nor to Islam. My belief is that it ought to be replaced at the center of our preoccupations. We need a Muslim Copernicus as I wrote once :)
Thank you for your reply, if you are in doubt of what I described in terms of Islamic legal reasoning, or the principles of Islamic jurisprudence, it my pleasure to direct you to some sources if you wish such as Hashim Kamali in his work “Shari’ah Law: An Introduction” and “freedom of speech in Islam”, Wael hallaq in his work “An introduction to Islamic law” (Cambridge, UK; New York: Cambridge University Press, 2009).
On the topic of apostasy, as you know, people who should be judged according to religion, not the religion that should be judged according to people, therefore, when a misrepresenting of any religion appears, we really need to be careful otherwise, we might be fall into judgmental and stereotypes.
Nice summary of the debate, Hisham!